عادي جداً

أن لا تتعرفي على صوتي من بعد هذا الزمان ومن الطبيعي أن تسألي من إنا وكيف كنت ولما لا أكون وهل أغرقتني أمواج طوفانك أم أحرقتني لهيب نار الذكريات

عادي جداً

أن تعود وتعدني كما في الماضي بحروف أضعتها عند بابك المقفل وتناقلتها رياح سمومك القاتلة هنا وهناك

عادي جداً

أن لا تهتم لشوقي ولهفتي وتغلق الأبواب والنوافذ وتذهب لتنام وأنا.. ودموعي تغسل وجهي من غبار صفعاتك الغادرة أيها الظالم الكبير

عادي جداً

أن نصبح على ضفاف متباعدة تمر بيننا مياه الحزن وقوارب الآلام بعد أن قررت الرحيل لأنكِ أنتي وحياتك لا تعنيني فلو نظرتي في يوم رحيلك إلى عيني لوجدت البحر ورأيتي الصحراء وصادفتي ليلاً مظلماً طويل ومع هذاالأطياف ستجدين وجهاً كان جميل قد شوهته وعطراً كان فاخراً وانتهت صلاحيته ودفاتر وأقلام أحرقها الزمان.........
وأما الكلام فانا لا أريد أن أراك في بحري و صحراءِ أو تحلق في سمائي أو ألمحك بين خصال الشعر الأسود المنساب أو حتى تكون نقطة حبر في قلمي أو حرفاً في دفتري أريدك كما أنت على هامش كتابي المجهول المقتول فأنا أتوق إلى أن أنسى الماضي وأدفن الذكريات أريد أن أمسح دموعي التي أصابت عيني برماد أريد لملمت أوراقي المبعثرة هنا وهناك أريد الخروج عن درب الضياع الذي انتظرتك على مواقفه عصور
فسأنسج خيوط الحزن من الكلمات وسأحضر قهوتي بمرارة الفرقة وأهديها لك حتى أقتنع بأنك غير موجود ولم تعد تعنيني وأستريح من تلك الظنون الموجعة