11-22-2015, 12:08 AM
|
رقم المشاركة :
254 (permalink)
|
| رد: رسائلي التي لن تصل ..!! و تسألُ إن كنتُ سئمتُ فأهز رأسي : أنْ لا .
أرى في عينيْك آلاف الأسئلة و ترى فيّ جوابًا واحدًا فقط، أنني لغزٌ، و أن حياةً أخرى تختبيء خلف عينيّ، و دمعٌ آخر، و حكايات لا تتسع لها دفاترك .
تضمني و يكاد يشي بي الدمع قبل أن أخترع كذبة أنها انفلونزا عابرة لأننا في الصيفِ و لأن هواء المكيف يتعمدني أينما ذهبتُ، و تبتسم .. هكذا تفعلُ حين لا تصدقني و حين لا يكون من اللازم أن تحرجني أكثر، و الحياة كلها مُحرِجة حين توقِعنا في خطيئة " الكذب " على الدوام .
غابتِ الأسئلة فيّ عدا سؤال كبير - بحجم ما تُهدينا الأقدار من فجائع - : أين أنتَ ؟
ها أبكي أنا، و منذ أيلول لم يسألني أحد : لمَ تبكين ؟ حتى جارتي التي كانتْ تسبقني كلّ صباحٍ لتودعكَ و تُشعل فيّ فتيل الحُنقِ .. ما عادتْ تطرق بابي وقت الظهيرة لتسألني كيف تمضي ساعات الليلِ معكَ، و لم تعد سياط الغيرة لاسعةً في غيابك، ما عدتُ أكترث لكونها بيضاء مكتنزة و مبتسمة على الدوام، و أنا ذابلةٌ ناكسة رأسي كزهرةٍ توشك على الموت .
أحقـًا أحببتَ ذبولي و اصفرار عينيّ و هالاتي و أصابع قدميّ .. ؟!
لمَ كان عليك إذًا أن تخبرني كم ابتسامتها " جميلة "، و كم أنا " لا أبتسم " .. و كم أنا طوفان دمع و كم أشبه الوطن الـ يغصّ بالحزنِ ؟!
و لمَ غبتَ ؟
كنتُ سأغفر خياناتك الذكورية .. لولا أنك تغيب .
و لولا أنك .. لن تعود .
عُد، سأبرر كلّ شيءٍ .. بأن الرجل يموت غالبًا قبل أن يجرب الوفاء، و قبل أن يجرب الصدق .
ألا ترى أن حبـّه لا يكون إلا بكذبتيْن : حين يقول إنه لم يخن، و حين يقول إنه لم يكذب قط !
و نحن الإناث .. نبصرُ بقلوبنا و حسبْ، و أنا .. طفلتكَ، لا أهتمّ إن كنتَ صادقًا جدًا .. فكل شيءٌ يعيدني إليك، أنتَ الذي لا تنتهي فيّ أبدًا !
أقصّ أظافري و تحضر صورتك و أنت تتمثل الخوف :
- برفق ..
- هس طيب .. لا تتحرك .. لن أؤلمك .
و أتعمد أن أنزع جزءًا من اللحم الملتف حول ظفرِ إبهامك لتصرخ فيّ : أنتِ ساديّة !
أحبكَ أكثر حين تتألم، ثم حين تضحك، ثم حين تنتقم، أحب انتقامك إلا أن يأتي على شاكلة غياب، أحب يديك و السحر فيها، أخبرني فقط .. من يقلّم أظافرك الآن و حزنك و كتاباتك المعوجّة ؟
.. من يقبّل أصابعك ... ؟!
و
من يقول لكَ إنك شهيّ حين تتابع الأخبار و " المباريات " و الأكثر .. حين تكون نائمًا ؟!
| |
| |